يفترش أحدهم احدى أذنيه ويلتحف بالأخرى ولا يمرّون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير الّا أكلوه ومن مات منهم أكلوه مقدّمتهم بالشّام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبريّة.
وفيه وجاء في الحديث : انّهم يدأبون في حفرة نهارهم حتّى إذا امسوا وكادوا يبصرون شعاع الشمس قالوا نرجع غداً ونفتحه ولا يستثنون فيعودون من الغد وقد استوى كما كان حتّى إذا جاء وعد الله قالوا غداً نفتح ونخرج إن شاء الله فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه بالأمس فيحفرونه فيخرجون على النّاس فيشربون فيسقون المياه ويتحصّن الناس في حصُونهم منهم فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع وفيها كهيئة الدّماء فيقولون قد قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السّماء فيبعث الله عليهم بققا في اقفائهم فتدخل في آذانهم فيهلكون بها.
قال النبيّ صلَّى الله عليه وآله : والّذي نفس محمّد بيده انّ دواب الأرض لتسمن وتسكر من لحومهم سكراً.
وفي الأمالي عنه عليه السلام : انّه سئل عن يأجوج ومأجوج فقال إنّ القوم لينقرون بمعاولهم دائبين فإذا كان اللّيل قالُوا غداً نفرغ فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس حتّى يسلم منهم رجل حين يريد الله ان يبلغ أمره فيقول المؤمن غداً نفتحه ان شاء الله فيصبحون ثمّ يغدون عليه فيفتحه الله فو الّذي نفسي بيده ليمرّنّ الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي بكوفان وقد شربوه حتّى نزحوه قيل يا رسول الله ومتى هذا قال حين لا يبقى من الدنيا الّا مثل صبابة الإناء.
والعيّاشي عن الصادق عليه السلام : في قوله عزّ وجل أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً قال التقيّة فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً قال إذا عملت بالتقيّة لم يقدروا لك على حيلة وهو الحصن الحصين وصار بينك وبين اعداء الله سدّاً لا يستطيعون له نقبا فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ قال رفع التقيّة عند الكشف فانتقم من أعداء الله.
(٩٩) وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ يختلطون مزدحمين حيارى.