وفي الخصال مرفوعاً : ملك الأرض كلّها أربعة مؤمنان وكافران فأمّا المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين وامّا الكافران فنمرود وبخت النّصر واسم ذي القرنين عبد الله بن ضحّاك.
والعيّاشي عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّه سئل عن ذي القرنين فقال كان عبداً صالحاً واسمه عيّاش اختاره الله وابتعثه الى قرن من القرون الأولى في ناحية المغرب وذلك بَعد طوفان نوح (ع) فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها ثمّ أحياه الله بعد مائة عام ثمّ بعثه الى قرن من القرون الأولى في ناحية المشرق فكذّبوه وضربوه ضربة على قرن رأسه الأيسر فمات منها ثمّ أحياه الله بعد مائة عام وعوّضه من الضربتين اللّتين على رأسه قرنين في موضع الضّربتين أجوفين وجعل عزّ ملكه وآية نبوّته في قرنيه ثمّ رفعه الله إلى السماء الدنيا فكشط له عن الأرض كلّها جبالها وسهولها وفجاجها حتّى ابصر ما بين المشرق والمغرب وآتاه الله من كلّ شيء فعرف به الحق والباطل وايّده في قرنيه بكسف من السّماء فيه ظلمات ورعد وبرق ثمّ اهبط إلى الأرض وأوحى إليه في ناحية غربي الأرض وشرقيها فقد طويت لك البلاد وذلّلت لك العباد فأرهبتهم منك فسار الى ناحية المغرب فكان إذا مرّ بقرية يزأر فيها كما يزأر الأسد المغضب فبعث من قرنه ظلمات فيه رعد وبرق وصواعق تهلك من ناواه وخالفه فلم يبلغ مغرب الشَّمس حتّى دان له أهل المشرق والمغرب قال وذلك قول الله إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ الآية.
وعن الباقر عليه السّلام : انّ ذا القرنين خُيّر بين السّحاب الصّعب والسحاب الذّلول فاختار الذّلول فركب الذّلول فكان إذا انتهى الى قوم كان رسُول نفسه إليهم لكيلا يكذّب الرّسل.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : أنّه سئل عَن ذي القرنين فقال سخّر له السّحاب وقربت له الأسباب وبسط له في النّور فقيل له كيف بسط له في النّور فقال كان يضيء باللّيل كما يضيء بالنّهار.
وفي الإكمال والخرايج عنه عليه السّلام : انّه سئل عن ذي القرنين كيف استطاع