ان يبلغ المشرق والمغرب فقال سخّر الله له السحاب وتيسّر له الأسباب وبسط له النّور وكان اللّيل والنّهار عليه سواء وزاد في الخرايج : وانّه رأى في المنام كأنّه دنا من الشمس حتّى أخذ بقرنها في شرقها وغربها فلمّا قصّ رُؤياه على قومه وعرّفهم سمّوه ذا القرنين فدعاهم إلى الله فأسلموا الحديث.
(٨٤) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ اراده وتوجّه إليه سَبَباً قيل وصلة توصله إليه من العلم والقدرة والآلة.
والقمّيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام : أي دليلا.
(٨٥) فَأَتْبَعَ سَبَباً أي فأراد بلوغ المَغرب فاتبع سبباً توصله إليه وقرئ بقطع الهمزة مخفّفة التّاء.
(٨٦) حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ذات حماة وهي الطين الأسود وقرئ حامية أي حارّة ويحتمل أن يكون جامعة للوصفين قيل لعله بلغ ساحل البحر المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء ولذلك قال وَجَدَها تَغْرُبُ لَم يقل كانت تغرب.
والعيّاشي عن أمير المؤمنين عليه السلام : فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ في بحر دون المدينة الّتي ممّا يلي المغرب يعني جابلقا.
وعنه عليه السلام : لمّا انتهى مع الشّمس الى العين الحامية وجدها تغرب فيها ومعها سبعون ألف ملك يجرّونها بسلاسل الحديد والكلاليب يجرّونها من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن كما تجري السّفينة على ظهر الماء وَوَجَدَ عِنْدَها عند تلك العين قَوْماً ناسا كفرة قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ أي بالقتل على كفرهم وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً بإرشادهم وتعليمهم الشرايع.
(٨٧) قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ أي ادعوهم الى الايمان أوّلا فأمّا من دعوته فظلم نفسه بالإِصرار على كفره فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ بعذاب الدّنيا ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ في مرجعه فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً عذاباً منكراً لم يعهد مثله في الآخرة.