عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ والْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ.
(٥) ما لَهُمْ (١) بِهِ وبما يقولون مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ الّذين يقلّدونهم فيه بل يقولونه عن جهل مفرط وتوهّم كاذب كَبُرَتْ كَلِمَةً عظمت مقالتهم هذه في الكفر لما فيها من التشبيه والاشراك تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ استعظام لاجترائهم على إخراجها من أفواههم إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً.
(٦) فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ
القمّيّ عن الباقر عليه السّلام : يقول قاتل نفسك عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ بهذا القرآن أَسَفاً متعلّق ب باخِعٌ نَفْسَكَ وهو فرط الحزن والغضب كأنّهم إذ ولّوا عن الايمان فارقوه فشبّهه بمن فارقته أعزته فهو يتحسّر على آثارهم ويقتل نفسه تلهّفاً على فراقهم.
(٧) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها ما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها من زخارفها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً في تعاطيه وهو من زهد فيه ولم يغترّ به وقنع منه بالكفاف.
(٨) وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً
القمّيّ يعني خراباً وعن الباقر عليه السّلام : قال لا نبات فيها وهو تزهيد في الدّنيا وتنبيه على المقصود من حسن العمل.
وفي الكافي عن السجّاد عليه السّلام : انّ الله لم يحبّ زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ولم يرغّبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها وانّما خلق الدّنيا وخلق اهلها ليبلوهم فيها ايّهم احسن عملاً لِآخِرته.
(٩) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ في إبقاء حَياتهم على تلك الحال مدّة مديدة كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً القمّيّ يقول قد اتيناك من الآيات ما هو اعجب منه قال وهم فتيةٌ كانوا في الفترة بينَ عيسى بن مريم (ع) ومُحمّد صلَّى الله عليه وآله وامّا الرَّقِيمِ فهما لَوحان من نُحاس مَرقوم مكتوب فيهما امر الفتية وامر إسلامهم وما أراد منْهم دَقيانوس الملك وكيفَ كان
__________________
(١) أي ليس لهؤلاء ولا لأسلافهم علم بهذا القول الشنيع ، وإنّما يقولون ذلك عن جهل وتقليد من غير حجة.