والعيّاشيّ عن أحدهما عليهما السلام : عَلى وُجُوهِهِمْ قال على جباههم عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا لا يبصرون ما يقرّ أعينهم ولا يسمعون ما يلذّ مسامعهم ولا ينطقون بما ينفعهم ويقبل منهم لأنّهم في الدنيا لم يستبصِروا بالآيات والعبر وتصامّوا عن استماع الحق وأبوا أن ينطقوا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ انطفت بأن أكلت جلودهم ولحومهم زِدْناهُمْ سَعِيراً توقّداً بأن نبدّل جلودهم ولحومهم فتعود ملتهبةً متسعّرة بهم كأنّهم لمّا كذّبوا بالاعادة بعد الافناءِ جزاهم الله بأن لا يزالوا على الإعادة والافناءِ وإليهِ أشار بقوله.
(٩٨) ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً أي فنفنِيهم ونعيدهم ليزيد ذلك تحسّرهم على التكذيب بالبعث.
القمّيّ والعيّاشيّ عن السّجّاد عليه السلام : أنّ في جهنّم وادياً يقال له السّعير إذا خبت جهنّم فتح سعيرها وهو قوله كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً أي كلّما انطفت.
(٩٩) أَوَلَمْ يَرَوْا أولم يعلمُوا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ فانّهم ليسوا أشدّ خلقاً منهنّ كما قال أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ ولا الإعادة أصعب عليه من الإِبداءِ كما قال بل هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ هو الموت أو القيامة فَأَبَى الظَّالِمُونَ مع وضوح الحقّ إِلَّا كُفُوراً إلّا جحوداً.
(١٠٠) قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي خزائن أرزاق الله ونعمه على خلقه إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ لبخلتم مخافة النّفاد بالإنفاق إذ لا أحد إلّا ويختار النّفع لنفسه ولو آثر غيره بشيء فانّما يؤثره لعوض يفوقه فلا جواد إلّا الله الذي يعطي بغير عوض وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً بخيلاً لأنّ بناء أمره على الحاجة والضّنّة بما يحتاج إليه وملاحظة العوض فيما يبذل.
القمّيّ في هذه الآية قال : لو كانت الأمور بيد النّاس لما أعطوا الناس شيئاً مخافة الفناءِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً أي بخيلاً.
(١٠١) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ.