وإذا اعترفت على نفسك أنّك لا تؤمن إذا صعدت فكذلك حكم النّزول ثمّ قلت حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ ومن بعد ذلك لا أدري أومن بك أو لا أومن بك فأنت يا عبد الله مقرّ بأنّك تعاند بعد حجّة الله عليك فلا دواء لك إلّا تأديبه على يد أوليائه من البشر أو ملائكته الزّبانية وقد أنزل الله عليّ كلمة جامعة لبطلان كلّ ما اقترحته فقال الله تعالى قُلْ يا محمّد سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً ما أبعد ربّي أن يفعل الأشياء على قدر ما يقترحه الجهّال بما يجوز وبما لا يجوز وهَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً لا يلزمني إلّا إقامة حجّة الله التي أعطاني وليس لي أن آمر على ربّي ولا أنهى ولا أشير فأكونَ كالرّسُول الذي بعثه ملك إلى قوم من مخالفيه فرجع إليه يأمره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه.
(٩٤) وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً وما منعهم الايمان بعد ظهور الحقّ إلّا إنكارهم أن يرسل الله بشراً.
(٩٥) قُلْ جواباً لشبهتهم لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ كما يمشي بنو آدم مُطْمَئِنِّينَ ساكنين فيها لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً لتمكنّهم من الاجتماعِ به والتلقّي عنه وأمّا الانس فعامّتهم عُماة عن إدراك الملك والتّلقّف منه فانّ ذلك مشروط بنوع من التناسب والتجانس وليس إلّا لمن يصلح للنبوّة.
(٩٦) قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ على أنّي رسول إليكم وأنّي قد قضيت ما عليّ من التبليغ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً يعلم أحوالهم الباطنة والظاهرة فيجازيهم عليه وفيه تسلية للرسول وتهديد للكفّار.
(٩٧) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ يهدونه وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ.
في المجمع عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم : أنّ رجلاً قال يا نبيّ الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال إنّ الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة.