ذات حجارة وعرة (١) وجبال تكشح (٢) أرضها وتحفرها وتجري فيها العيون فانّنا إلى ذلك محتاجون أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فتأكل منها وتطعمنا فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً فانّك قلت لنا وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ فلعلّنا نقول ذلك ثمّ قال أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً تأتي به وبهم وهم لنا مقابلون أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ تعطينا منه وتغنينا به فلعلّنا نطغى فانّك قلت لنا كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى ثم قال أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ أي تصعد في السماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ لصعودك حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ من الله العزيز الحكيم إلى عبد الله بن أبي أميّة المخزومِيّ ومن معه بأن آمنوا بمحمّد بن عبد الله بن عبد المطلب فانّه رسولي وصدّقوه في مقاله فانّه من عندي ثمّ لا أدري يا محمّد إذا فعلت هذا كلّه أومن بك أم لا أومن بك بل لو رفعتنا إلى السماء وفتحت أبوابها وأدخلتناها لقلنا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا وسحرنا فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم أبقي شيء من كلامك يا عبد الله قال أوليس فيما أوردته عليك كفاية وبلاغ ما بقي شيء وقل ما بدا لك وافصح عن نفسك إن كانت لك حجّة وآتنا بما سألناك فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم اللهمّ أنت السامع لكلّ صوت والعالم بكل شيء تعلم ما قاله عبادك فأنزل الله عليه ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ إلى قوله قُصُوراً وأنزل عليه يا محمّد فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ الآية وأنزل عليه يا محمّد وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ الآية فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم أمّا ما ذكرت من أنّي آكل الطعام كما تأكلون وساق الحديث كما يأتي في سورة الفرقان إنشاء الله : ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم وأمّا قولك هذا ملك الرّوم وهذا ملك الفرس لا يبعثان رسولاً إلّا كثير المال عظيم الحال له قصور ودور وفساطيط وخيام وعبيد وخدّام وربّ العالمين فوق هؤلاءِ كلّهم فهم
__________________
(١) الوعر ضد السّهل كالوعر والواعر والوعير والأوعر ق.
(٢) كشحه على الأمر أضمره وستره.