واحد يكمّله اثني عشر امام ضلالة وهم الذين رأى رسول الله صلَّى الله عليه وآله على منبره يردّون الأمّة على ادبارهم القهقرى عشرة منهم من بني أميّة ورجلان اسّسا ذلك لهم وعليهما أوزار هذه الأمة إلى يوم القيامة وفي مقدّمة الصحيفة السجّادية عن الصادق عن أبيه عن جدّه : ان رسول الله صلَّى الله عليه وآله أخذته نعسة (١) وهو على منبره فرأى في منامه رجالاً ينزون على منبره نزو القردة يردّون الناس على أعقابهم القهقرى فاستوى رسول الله صلَّى الله عليه وآله جالساً والحزن يعرف وجهه فأتاه جبرئيل بهذه الآية وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ الآية يعني بني أميّة قال يا جبرئيل أعلى عهدي يكونون وفي زمني قال لا ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشراً ثمّ تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمساً ثمّ لا بدّ من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثمّ ملك الفراعنة قال وأنزل الله في ذلك إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تملكها بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر قال فاطلع الله نبيّه أنّ بني أميّة تملك سلطان هذه الأمة وملكها طول هذه المدة فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتّى يأذن الله بزوال ملكهم وهم بذلك مستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا اخبر الله نبيّه بما يلقى أهل بيت محمّد صلَّى الله عليه وآله وأهل مودّتهم وشيعتهم منهم في ايّامهم وملكهم.
أقولُ : وانّما ارِيَ صلَّى الله عليه وآله وسلم ردّ الناس عن الإسلام القهقرى لأنّ الناس كانوا يظهرون الإسلام وكانوا يصلّون إلى القبلة ومع هذا كانوا يخرجون من الإسلامِ شيئاً فشيئاً كالذي يرتدّ عن الصراط السّويّ القهقرى ويكون وجهه إلى الحق حتى إذا بلغ غاية سعيه رأى نفسه في الجحيم.
وفي الاحتجاج عن الحسن بن عَليّ عليهما السلام في حديث : أنّه قال لمروان بن الحكم أمّا أنت يا مروان فلست أَنَا سَبَبْتُكَ (٢) ولا سَبَبْت أباك ولكن الله عزّ وجلّ لعنك ولَعَنَ أباك وأهل بيتك وذرّيّتك وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيامة على لسان نبيّه
__________________
(١) النّعاس بالضّم الوسن وأوّل النّوم وهي ريح لطيفة تأتي من قبل الدّماغ تغطي العين ولا تصل الى القلب فإذا وصلت إليه كان نوماً وقد نعست بالفتح انعس نعاساً ونعس ينعس من باب قتل ورجل ناعس اي وسنان م.
(٢) سبّه قطعه وطعنه في السّبة اي الاست وشتمه سبّاً ق.