الشرّطية زيدت عليها ما للتأكيد ولهذا صحّ لُحوق النّون عِنْدَكَ الْكِبَرَ في كنفك وكفالتكَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ إن أضجراك وَلا تَنْهَرْهُما ولا تزجرهما.
القمّيّ أي لا تخاصمهما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً حسناً جميلاً.
(٢٤) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ جناحك الذّليل أو جعل الذُّل جناحاً للمبالغة أي تذلّل لهما وتواضع مِنَ الرَّحْمَةِ من فرط رحمتك عليهما لافتقارهما إلى من كان أفقر خلق الله إليهما وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما وادع الله أن يرحمهما برحمتِه الباقية ولا تكتف برحمتك الفانية كَما رَبَّيانِي صَغِيراً جزاء لرحمتهما عليّ وتربيتهما وإرشادهما لي في صغري.
في الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل ما هذا الإحسان فقال أن تحسن صحبتهما وان لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً وإن كانا مستغنيين أليس الله يقول لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما قال إن أضجراك فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما إن ضرباك وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً قال إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك منك قول كريم وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ قال لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورقّة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديِهما ولا تقدم قدامهما.
وعنه عليه السلام : لو علم الله شيئاً أدنى من أُفٍ لنهى عنه وهو من أدنى العقوق.
وزاد في الكافي : ومن العقوق أن ينظر الرّجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما.
وعن الكاظم عليه السلام : سأل رجل رَسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ما حقّ الوالد على ولده قال لا يسمّيه باسمه ولا يمشي بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسبّ له.
وفي الجوامع : أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم قال رغم أنفه ثلاث مرّات قالوا من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما ولم يدخل الجنّة.