وفي المجمع عنه عليه السلام : أنه قرء أمرنا بتشديد الميم وعن عليّ عليه السلام : أنّه قرئ آمرنا على وزن عامرنا يقال أمرت الشيء وآمرته فأمر إذا كثرته وفي الحديث : خير المال سكة مأبورة (١) ومهرة مأمورة أي كثيرة النِّتاج والسكة النخل والمهرة الفرس وقيل تخصيص المترفين لأنّ غيرهم يتبعهم ولأنّهم أسرع إلى الحماقة وأقدر على الفجور فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ يعني كلمة العذاب فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً أهلكناها.
(١٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا وكثيراً أهلكنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ كعاد وثمود وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً يدرك بواطنها وظواهرها فيعاقب عليها.
(١٨) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ النِّعمة الدّنيويّة مقصوراً عليها همّته عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ قيد المعجل والمعجل له بالمشيئة والإِرادة لأنّه لا يجد كل متمنّ ما يتمنّاه ولا كلّ أحد جميع ما يهواه وليعلم أنّ الأمر بالمشيئة ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً مطروداً من رحمة الله.
في المجمع عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم : معنى الآية من كان يريد ثواب الدنيا بعمله افترضه الله عليه لا يريد به وجه الله والدار الآخرة عجّل له ما يشاء الله من عرض الدنيا وليس له ثواب الآخرة وذلك أنّ الله سبحانه يؤتيه ذلك ليستعين به على الطاعة فيستعمله في معصية الله فيعاقبه الله عليه.
(١٩) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها حقّها من السعي وهو الإِتيان بما أمر به والانتهاء عمّا نهي عنه لا التقرب بما يخترعون بآرائهم وفائدة اللّام اعتبار النّيّة وَالإخلاص وَهُوَ مُؤْمِنٌ إيماناً لا شرك فيه ولا تكذيب فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً من اللهِ مقبولاً عنده مثاباً عليه.
روي عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم : وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ فليترك زينة الحيوة الدنيا.
__________________
(١) أبر فلان نخله اي لقّمه وأسلمه ومنه سكة مأبورة.