خمساً فرجعت إلى موسى وأخبرته فقال لا تطيق فقلت قد استحييت من ربّي ولكن اصبُر عليها فناداني مناد كما صبرت عليها فهذه الخمس بخمسين كل صلوة بعشر ومن همّ من أمّتك بحَسَنة يعملها فعملها كتبت له عشراً وان لم يعمل كتبت له واحدة ومن همّ من أمّتك بسيئة فعملها كتبت له واحدة وان لم يعملها لم أكتب عليه فقال الصادق عليه السلام جزى الله موسى عن هذه الأمة خيراً فهذا تفسير قول الله عزّ وجلّ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ الآية.
وفي المجالس عن الصادق عليه السلام : لمّا أسري برسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إلى بيت المقدس حمله جبرئيل على البراق فأتيا بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياءِ وصلّى بها وردّه فمرّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم في رجوعه بعير (١) لقريش وإذا لهم ماء في آنية وقد أضَلّوا بعيراً لهم وكانوا يطلبونه فشرب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم من ذلك الماءِ وأهرق باقيه فلما أصبح رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قال لقريش إنّ الله تعالى قد أسرى بي إلى بيت المقدس وأراني آثار الأنبياءِ ومنازلهم وإنّي مررت بعير في موضع كذا وكذا وقد أضلّوا بعيراً لهم فشربت من مائهم وأهرقت باقي ذلك فقال أبو جهل قد مكّنتكم الفرصة فاسألوه كم الأساطين فيها والقناديل فقالوا يا محمّد إنّ هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه فجاء جبرئيل فعلّق صورة بيت المقدس تجاه (٢) وجهه فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه فلّما أخبرهم قالوا حتّى يجيء العير ونسألهم عمّا قلت فقال لهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم تصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق (٣) فلما كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون هذه الشمس تطلع الساعة فبيناهم كذلك إذ طلعت عليهمُ العير حتّى طلع القرص يقدمها جمل أورق
__________________
(١) العير بالكسر القافلة مؤنّثة والإِبل تحمل الميرة بلا واحد من لفظها أو كلّ ما امتير عليه ابلاً كانت أو حميراً أو بغالاً ج كعنبات ويسكّن ق.
(٢) ووجاهك وتجاهك مثلّثين تلقاء وجهك ق.
(٣) الأورق من الإِبل ما في لونه بياض الى سواد وهو من أطيب الإِبل لحماً لا سيراً وعملاً ق.