(٧٨) وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ ورَكّبَ فيكم هذه الأدوات لازالة الجهل الذي ولدتم عليه واكتساب العِلم والعَمل به لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ كي تعرفوا ما أنعم عليكم طوراً بعد طور فتشكروه
(٧٩) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ وقرئ بالتّاءِ مُسَخَّراتٍ مذلّلات للطّيران بما خلق لها من الأجنحة والأسباب المواتية له فِي جَوِّ السَّماءِ في الهواء المتباعد من الأرض ما يُمْسِكُهُنَ فِيهِ إِلَّا اللهُ فانّ ثقل جسدها يقتضي سقوطها ولا علاقة فوقها ولا دعامة تحتها تمسكها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ لأنّهم هم المنتفعون بِها.
(٨٠) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً موضعاً تسكنونَ فيه وقت اقامتكم وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً يعني الخيم والمضارب المتخذة من الأدم والوبر والصُّوف والشعر تَسْتَخِفُّونَها تجدونها خفيفة تخفّ عليكم حملها ونقلها ووضعها وضربها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ برحالكم وسفركم وقرئ بفتح العين وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ نزولكم وحضركم وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها الصوف للضّأن والوبر للإبل والشعر للمعز أَثاثاً ما يلبس ويفرش وَمَتاعاً ينتفع به إِلى حِينٍ إلى مدّة من الزمان.
القمّيّ في رواية أبي الجارود : أَثاثاً قال المال وَمَتاعاً قال المنافع إِلى حِينٍ إلى بلاغها.
(٨١) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ من الشجر والجَبل والأبنية وغيرها ظِلالاً تتّقون به حرّ الشمس.
القمّيّ قال ما يستظل به وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً مواضع تسكنون بها من الغيرانِ والبيوت المنحوتة فيها وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ ثياباً من القطن والكتان والصّوف وغيرها تَقِيكُمُ الْحَرَّ اكتفى بذكر أحد الضّدّين لدلالته على الآخر ولأنّ وقاية الحرّ كانت عندهم أهمّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ يعني الدّروع والجواشِنَ والسّربال يعمّ كلّ ما يلبس كَذلِكَ كإتمام هذه النّعم التي تقدمت يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ أي تنظرون في نعمه الفاشية فتؤمنون به وتنقادون لحكمه.