قوىً بقا في فناء ونعيم في شقاء وعزّ في ذلّ وفقر في غناء وصبر في بلاءٍ ولها خاصيّتان الرضا والتسليم وهذه هي التي مبدؤها من اللهِ وإليه تعود قال الله وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي وقال تعالى يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً والعقل وسط الكلّ.
(٣٠) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ.
(٣١) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ.
(٣٢) قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ.
(٣٣) قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لا يصحّ منّي وينافي حالي وأنا ملك روحانيّ أن أسجد لِبَشَرٍ جسماني كثيف خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وهو أخسّ العناصر وخَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وهي أشرفها غرّته الحميّة وغلبت عليه الشقوة وتعزّز بخلقة النّار واستوهن خلق الصلصال وقد سبق جوابه في سورة الأعراف مع كلمات أخر.
(٣٤) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها من المنزلة التي أنت عليها في السّماءِ وزمرة الملائكة فَإِنَّكَ رَجِيمٌ مطرود من الخير والكرامة وقد سبق في معنى الرّجيم حديث في الاستعاذة.
(٣٥) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ فانّه منتهى أمد اللّعن.
(٣٦) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي فأَمهلني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ أراد أن يجد فسحَة في الإغواءِ ونجاة من الموت وقد سبق في سببه حديث في سورة الأعراف.
(٣٧) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ
(٣٨) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ.
في العِلل عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عنه فقال يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية.
والعيّاشيّ عنه عليه السلام : أنّه سئل عنه فقال أتحسب أنّه يوم يبعث فيه الناس أنّ الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول يا ويله من هذَا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ.