منه روح القوّة ولا يستطيع جهاد عدوّه ولا يستطيع طلب المعيشة ومنهم من ينتقص منه روح الشّهوة فلو مرّت به أَصْبَحُ بنات آدمَ لم يحنّ إليها ولم يقم ويبقى روح البدن فيه فهو يدبّ ويدرج حتّى يأتيه ملك الموت فهذا بحال خير لأنّ الله هو الفاعل به وقد يأتي عليه حالات في قوته وشبابه فيهمّ بالخطيئة فيشجّعُه روح القوّة وَيزيّن له روح الشّهوة ويقوده روح البدن حتّى يوقعه في الخطيئة فإذا لامسها نقص من الإِيمان وتفصّى منه فليس يعود فيه حتّى يتوب فإذا تاب تاب الله عليه وان عاد أدخله الله نار جهنّم فأمّا أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى يقول الله عزّ وجلّ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ يعرفون محمّداً صلَّى الله عليه وآله وسلم والولاية في التوراة والإِنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ أنّك الرّسُول إليهم فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فلما جحدوا ما عَرَفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الإِيمان وأسكن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوّة وروح الشهوة وروح البدن ثمّ أضافهم إلى الأنعام فقال إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ لأنّ الدّابّة إنّما تحمل بروح القوّة وتعتلف بروح الشّهوة وتسير بروحِ البدن فقال السائل أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين.
وروي عن كميل بن زياد أنّه قال : سألت مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عليّاً فقلت يا أمير المؤمنين أريد أن تعرّفني نفسي قال يا كميل وأيّ الأنفس تريد أن أعرّفك قلت يا مولاي هل هي الّا نفس واحدة قال يا كميل إنّما هي أربعة النّامية النباتية والحِسِّيّة الحيوانية والناطقة القدسيّة والكليّة الإِلهيّة ولكل واحدة مِن هذه خمس قوى وخاصيتان فالنامية النباتيّة لها خمس قوى ماسكة وجاذبة وهاضمة ودافعة ومربيّة ولها خاصيّتان الزيادة والنقصان وانبعاثها من الكبد والحسيّة الحيوانية لها خمس قوى سمع وبصر وشمّ وذوق ولمس ولها خاصيّتان الرضا والغضب وانبعاثها من القلب والناطقة القدسيّة لها خمسُ قوى فكر وذكر وعِلمٌ وحِلم ونباهة وليس لها انبعاث وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكيّة ولها خاصيّتان النزاهة والحكمة والكليّة الإِلهيّة لها خمس