قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١٣ ]

253/360
*

وسائر الضّعفان ، والمعذورين مهما كانوا من أشجع الشجعان المناضلين. وذلك لأنهم أجمع يظلون في أمكنتهم دون خروج للحرب مهما اختلفت أعذارهم ، ومنهم غير معذورين.

ومن الخالفين النساء حيث يقمن في دور الحي بعد رحيل الرجال ، سمّين بها تشبيها لهن بالأعمدة تكون في أواخر البيوت المضروبة ، لأنهن كماهيه خوالف في البيوت لكثرة لزومهن إياها.

أم وهي للمبالغة ، وهم المتخلفون على مكنتهم بدنيا وماليا ، فالخوالف تشمل المتخلفين قاصرين ومقصرين ، وكون القادرين على الخروج كالخوالف المتخلفين قصورا أو تقصيرا تنديد بهم شديد ف (طُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ) أكثر ممن سواهم «فهم يفقهون» الحقائق المعنية ، وفاعل الطبع هنا هم أنفسهم ، ثم الله طبع على قلوبهم بما طبعوا (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) ف «الخالفين» هنا تعني المقصرين منهم إلى القاصرين ، وقد يعنى معهم العدول الصالحون.

فيا لهم ـ على طولهم ـ من بؤس وخذلان حيث رضوا بأن يكونوا مع الخوالف المتخلفين المقصرين والمخلفين القاصرين ، فهم على طولهم بين مقصر وقاصر.

ذلك ومن «الخوالف» الصالحين من خلّفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أشجع الشجعان كما خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا في غزوة تبوك وهو يبكي ويقول تخلفني مع الخوالف فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة» (١).

__________________

ـ قوله : (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) فقال : النساء انهم قالوا (إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) وكان بيوتهم في أطراف البيوت حيث ينفرد الناس فأكذبهم الله قال : (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) وهي رفيعة السمك حصينة.

(١) الدر المنثور ٣ : ٢٦٦ ـ أخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) خرج مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى جاء ثنية الوداع يريد تبوك وعلي يبكي ...