بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٤) سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٩٦) الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٩٧)
(وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ)(٨٦).
(سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا) قد تعني إلى «سورة» كاملة تحمل الأمر بالإيمان والجهاد ، مجموعة آيات تحملهما ، بل ولا سورة في القرآن كاملة تحمل أمرهم بالإيمان والجهاد ، فإن سورة «المنافقون» الخاصة بهم لا تحملهما ، فالمعني من «سورة» هنا هو مجموعة من آيات تعني غرضا واحدا.
(اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ) : بسعة في المال وقوة في البدن ، حيث الطول يعمهما ، فرغم أنهم الذين يجب عليهم أن يستقدموا نراهم يستأخرون قائلين : (ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ).
هم يقولون (ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ) الذين قعدوا عن القتال معذورين ، ولكنهم في الحق قاعدون مع سائر الخالفين :
(رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ)(٨٧).
«الخوالف» جمع خالفة وتاءها للتأنيث اعتبارا بأنهن النساء ، (١) ،
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٢٥١ في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في ـ