وإليكم جماع شروط الحكم بين الناس من كتاب علي أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الأشتر حين ولّاه مصر : «اختر للحكم بين الناس ١ أفضل رعيتك في نفسك ـ ٢ ممن لا تضيق به الأمور ـ ٣ ولا تمحكه الخصوم ـ ٤ ولا يتمادى في الزلة ـ ٥ ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه ـ ٦ ولا تشرف نفسه على طمع ـ ٧ ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه ـ ٨ وأوقفهم في الشبهات ـ ٩ وآخذهم بالحجج ـ ١٠ وأقلهم تبرما بمراجعة الخصم ـ ١١ وأصبرهم على تكشف الأمور ـ ١٢ وأصرمهم عند اتضاح الحكم ـ ١٣ ممن لا يزدهيه إطراء ـ ١٤ ولا يستميله إغراء ، وأولئك قليل.
ثم ١ أكثر تعاهد قضاءه ـ ٢ وافسح له في البذل ما يزيل علته وتقل معه حاجته إلى الناس ـ ٣ وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك ـ ٤ فأنظر في ذلك نظرا بليغا فإن هذا الدين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار يعمل فيه بالهوى وتطلب به الدنيا».
فهذه شروط في اصطفاء القضاة ، فيهم أربعة عشر ، وفيمن يصطفيهم متعاهدا إياهم أربعة.
وفي كلام له (ع) آخر نسمع مواصفات القضاة السوء حيث يقول : «إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضالّ عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته ، حمال خطايا غيره رهن بخطيئة.
__________________
ـ آداب الحكام في الصحيح عن الصادق (ع) إذا كان الحاكم يقول لمن عن يمينه ولمن عن يساره ما تقول ـ ما ترى؟ «فعلى ذلك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ألا يقوم من مجلسه ويجلسهما مكانه».