النار ، والحائز على شروط الحكم وإن اخطأ معذورا لم يكن محظورا ولا محبورا ، فلا يحكم حاكم إلّا بكتاب الله تعالى أو سنة رسول الله (ص) وإلّا فليسكت ، ف «العلم ثلاثة كتاب وسنة ولا أدري» (١) و «القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة ، رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة» (٢).
فالقصد من «يعلم» الأول هو العلم بجوره في قضاءه ، ومن «يعلم» الثاني هو علم القضاء بتوفر شروطه وإن أخطأ حيث العصمة في القضاء خاصة بأهل العصمة ، كما أن «لا يعلم» في «قضى بجور وقضى بالحق» هو كذلك علم القضاء وصلاحيته له.
إذا فثالوث أهل النار هم غير المستأهلين للقضاء حيث «لا يعلم ... لا يعلم» والمستأهل له علميا ولكنه يقضي بالجور على علمه بجوره وعلمه بشؤون القضاء ، ثم واحد الجنة هو القاضي بالحق وهو مستأهل له حيث تخرّج عن الحوزة الاستحفاظية القرآنية بشروطها الثلاثة.
إذا فباختصار واحتصار«الحكم حكمان حكم الله عز وجل وحكم أهل الجاهلية»(٣)فحكم الله من المعصومين هو حكمه كما حكم دون أي خطأ قاصر أو مقصر ، ومن العلماء الربانيين هو الحكم بالكتاب والسنة مهما أخطأوا قاصرين وإن لم يكونوا فيه محبورين كما ليسوا بمحظورين.
فالخطأ المقصر هو المحظور ، تقصيرا في الجلوس على منصب القضاء أو
__________________
(١) أصول الكافي باب العلم عن الإمام الصادق (ع).
(٢) وسائل الشيعة باب القضاء عن الإمام الصادق (ع).
(٣) وسائل الشيعة ج ١٨ ح ٧.