التشبيه المشابهة في بعض ما للمشبه به ، لا كله ، وهو بعد الجريمة في بعض مخلفاتها الدنيوية وخلفيتها الأخروية ، ففي الأخرى يعذب شطرا من عذاب من قتل الناس جميعا ، وفي الدنيا كأنه قتل الناس جميعا واقعيا وفي بعد الجريمة ، إلّا في الحد والدية.
ثم إن لكل نفس ذكرا أو أنثى ، استعداد نسل الناس جميعا كما الذكر لأول والأنثى الأولى ، فلولا الأولى لم ينسل الأول الناس جميعا ، كما لو لا الأوّل لم ينسل من الأولى الناس جميعا ، بل لولا الأول لم تكن الأولى الناسلة منه ، فلم يك نسل بأسره.
إذا فمكانة كل نفس بإمكانها النسل هي مكانة الناس جميعا ، الممكن نسلهم من هذه الواحدة ، سواء كالأنثى الأولى ، أم وبأحرى الذكر الأول الناسلة منه الأولى.
وليس القصد من هذا التشبيه أن عذاب قتل نفس واحدة كعذاب قتل النفوس جميعا لمخالفته النص (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) (٦ : ١٦٠) بل هو تبيين المسؤولية الكبرى أمام النفوس المحترمة ، ودور كل نفس في الحياة ومحتدها ، ولكي يحيد قتلة النفوس عن هذه الجريمة النكراء.
ذلك دور قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض يستحق صاحبه القتل دونما فوضى جزاف.
وأما إحياءها ، فمنه الدفاع عن نفس معرّضة للقتل ، واستحياءها ـ حين تتعرّض للموت ـ بالوسائل المستطاعة وكما في أحاديث عدة.
__________________
ـ ذلك المكان ، قلت : فإنه قتل آخر؟ قال : يضاعف عليه ، ورواه الصدوق مرسلا وفي معاني الأخبار وعقاب الأعمال مسندا مثله.