ذلك! سواء منهم من تخلف عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يهاجر معه ولا بعده وتعامل مع المشركين ضده (١) أمن كتب إليه من مكة أنهم أسلموا وكان ذلك منهم كذبا (٢) أمن أتوه بالمدينة فأسلموا ومكثوا معه ما
__________________
ـ أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين اركبوا الى الخبثاء فاقتلوهم فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم وقالت فئة أخرى من المؤمنين : سبحان الله أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به من أجل أنهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل دماءهم وأموالهم فكانوا كذلك فئتين والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شيء فنزلت (فَما لَكُمْ ـ الى قوله ـ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) يقول : حتى يصنعوا كما صنعتم فإن تولوا قال : عن الهجرة وفيه أخرج أحمد بسند فيه انقطاع عن عبد الرحمن بن عوف ان قوما من العرب أتوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة فأسلموا وأصابهم وباء بالمدينة حماها فأركسوا خرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من الصحابة فقالوا لهم ما لكم رجعتم قالوا أصابنا وباء المدينة فقالوا : ما لكم في رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أسوة حسنة فقال بعضهم نافقوا وقال بعضهم لم ينافقوا انهم مسلمون فأنزل الله الآية.
(١). المصدر عن مجاهد في الآية قال : قوم خرجوا من مكة حتى جاءوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها فاختلف فيهم المؤمنون فقائل يقول : هم منافقون وقائل يقول : هم مؤمنون فبين الله نفاقهم فأمر بقتلهم فجاءوا ببضايعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي وبينه بين محمد حلف وهو الذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين أو يقاتل قومه فدفع عنهم بأنهم يؤمون هلالا وبينه وبين النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عهد.
(٢) لمصدر عن معمر بن راشد قال : بلغني أن ناسا من أهل مكة كتبوا الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنهم قد أسلموا وكان ذلك منهم كذبا فلقوهم فاختلف فيهم المسلمون فقالت طائفة دماءهم حلال وطائفة قالت دماءهم حرام فأنزل الله (فَما لَكُمْ ..).
ومن طريق أصحابنا كما في المجمع عن الباقر (عليه السّلام) نزلت في قوم قدموا الى المدينة من مكة فأظهروا للمسلمين الإسلام ثم رجعوا الى مكة لأنهم استوخموا المدينة فأظهروا الشرك ثم سافروا ببضايع المشركين الى اليمامة فأراد المسلمون أن يغزوهم فاختلفوا فقال بعضهم لا نفعل فإنهم مؤمنون وقال آخرون انهم مشركون فأنزل الله فيهم هذه الآية.
(أقول : أظهروا الشرك لا يلائم كونهم منافقين ، و (حَتَّى يُهاجِرُوا) ـ دليل أنهم بعد لم يهاجروا ـ