الأغفال ، فارحين فارهين بذلك الإغفال ، (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) على حد زعم هؤلاء المجاهيل (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
وكم من فرق فارق بين هؤلاء النحسين وبين (الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) (٢٣ : ٦٠) فقد تعتبر طائفة او اشخاص أنفسهم من الناجين مهما ظلموا او بغوا او طغوا ، وكأن الله يختصهم برحمته دونما شرط شرطه على سائر عباده كما (قالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ ..).
كلّا! (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) دون ما ادعى ف (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) فإنهم لم يكسبوا إلّا خيرا فلما ذا يرهنون؟!.
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٨٩).
«ولله» لا سواه (مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وملكهما ضمن ملكهما بما فيهما وما بينهما (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من فعل او شيء ممكن ذاتي «قدير».
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) (١٩٠).
(إِنَّ فِي خَلْقِ) الله (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، وان في مخلوقية السماوات والأرض ، بما لهما من مختلف الصنع المنضّد ، «و» في (اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) وهو إتيان كلّ خلف الآخر بصورة منظمة «لآيات» على وجود الخالق وتوحيده وقاصدية خلقه (لِأُولِي الْأَلْبابِ) ألباب لعقولهم حيث القشور مقشّرة.
ذلك ـ لأن الخلق دليل الخالق واختلاف الخلق دليل قصده وتصميمه ، ونضد الخلق دليل توحيده.