خطأ في قبيل الايمان كما كان في حرب أحد ما كان من تخلفهم عن أمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وهذه الآية من الملاحم القرآنية لا سيما في خصوص يهود المدينة حيث غلبوا كما قال الله في حرب بني قينقاع ، وما كان لهم حول ولا قوة نقضا لهذه الملحمة تجميعا لقواتهم الهائلة مهما شرّقوا او غرّبوا وزمّروا وعربدوا ، مما يدل على صادق الوحي في هذه الإذاعة القرآنية.
ولأن الحشر هو إخراج جماعة عن مقرهم بإزعاج ، إذا فجهنم هي جحيم النار في دار القرار ، مهما سبقتها جحيم البرزخ فانها برزخ في ذلك الحشر الحاشر الحاشد (وَبِئْسَ الْمِهادُ) الذي مهده الله لهم بما مهدوا له في أنفسهم في هذه الأدنى.
(قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) (١٣).
(قَدْ كانَ لَكُمْ) : ـ الناس الأبطال ـ! «آية» لغلب المسلمين عليكم او امكانيته القريبة (فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا) في قتال حامية دامية (فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) وهي الضفة الإسلامية السامية (وَأُخْرى كافِرَةٌ) هم مشركو قريش ، والمسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فيهم قلة فارسة ، والمشركون الف وفيهم كثرة فارسة ، مما كان بطبيعة الحال يخلق لهم كارثة لقلة عددهم وعددهم ، ولكنّما العدد الايمانية الكثيرة سدت فراغ العدد الحربية اليسيرة.
ومما نصرهم الله في هذه المعركة الصاخبة ان (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) حيث تعني فيما تعنيه ان الكفار كانوا يرون المسلمين مثليهم رغم انهم ثلثهم ، مما يهين عزمهم ويفشّل حزمهم كما فعل.