كافة الحقول ، فعلى المؤمن مثلث السلب في ولاية الكفار ، ثم مثلث الإيجاب في ولاية المؤمنين ، وهما المعبر عنهما في حقل الفروع الدينية بالتولى والتبري ، كلّ في كل الزوايا الثلاث إلا في حقل التقية وهي الحفاظ على أهم الواجبين.
وليس فحسب المؤمن بل الإنسان أيا كان يعيش بين إيجابيات وسلبيات ثلاث ، في نفسه وفي عمله شخصيا او جماعيا ، وعلى المؤمن تحقيق كلمة التوحيد إيجابا في مثلثه وسلبا في ثالوثه.
(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) ٢٨.
«الكافرون» هنا يعم ثالوث الكفر إلحادا وإشراكا وتوحيدا كتابيا.
والولاية المنهي عنها هنا هي مطلق الولاية ما صدقت ، حبا وعمل الحب وقوله ، والسلطة الكافرة ، ثالوث منحوس من ولاية الكافرين يجمعها التحبب والتودد إليهم كيفما كان.
والاتخاذ في الأصل هو القصد الى أخذ الشيء والعزم عليه والتمسك به والملازمة له كما (اتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) (٤ : ٢٥) ـ (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (١٨ : ٢١) ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) (١٩ : ٨١) : انقطاعا إليها واقامة على عبادتها ، ففلتة الولاية قد لا يشملها الاتخاذ حتى تخلّف (فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) فانها من اللمم والسيئات غير الكبيرة المكفّرة بترك الكبيرة : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً).
فالمتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين لا يؤمنون بالله مهما ادعوه ، فهم بين ملحد يوالي الكافرين ولا يوالي المؤمنين ، او مشرك يواليهما مع بعض.