أسبابها وتأثيراتها وأبعادها في النفوس وواقع الحياة.
(وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ) السحر من الشياطين الضارّين به ، أو الناس المشترين إياه منهم ، أم هما معا (ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) ونصيب (وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) إذ شروها بيعا بثمن السحر الضار ، فأبقوا نفوسهم بتعلم السحر والإضرار به ، واستحقوا العقاب ، ويكأنهم رضوا بالسحر ثمنا لنفوسهم ، إذ عرّضوها بعمله للهلاك ، وأبقوها لدائم العقاب ، وكانت كالأعلاق الخارجة عن أبدانهم بأنقص الأثمان وأدون الأعواض.
أولئك الذين بدلوا نعمة الله كفروا وأحلوا قومهم دار البوار. جهنم يصلوها وبئس القرار!
هذا ما يتسابق الى الفهم من مغزى الآية بصورة تجريدية صالحة لفظية ومعنوية ، والقرآن حمال ذو وجوه فاحملوه إلى أحسن الوجوه.
ف «الشيطان» هنا تعم شياطين الجن والإنس ، ومن الآخرين هؤلاء العلماء السوء الذين دسّوا في كتابات الوحي ما يمس من كرامة الساحة الرسالية لسليمان وأضرابه من المرسلين.
فقد كفر شياطين الجن إذ ألقوا إليهم ما ألقوا ، وكفر هؤلاء التلاميذ إذ دسوا في كتب الوحي ما دسوا.
__________________
ـ (تفسير الميزان نقلا عن الشيخ بهاء الدين العاملي) ثم يستمر قائلا : ومن العلوم الملحقة بما مر علم الاعداد والأوفاق وهو الباحث عن ارتباطات الأعداد والحروف للمطالب ووضع العدد او الحروف المناسبة للمطلوب في جداول مثلثة او مربعة او غير ذلك على ترتيب مخصوص ، ومنها الخافية وهو تكسير حروف المطلوب او ما يناسب المطلوب من الأسماء واستخراج أسماء الملائكة او الشياطين الموكلة بالمطلوب والدعوة بالعزائم المؤلفة منها للنيل على المطلوب ، ومنها التنويم المغناطيسي وإحضار الأرواح وهما كما مر من تأثير الارادة والتعرف في الخيال واشتهار أمرها يغني عن الإشارة إليها هاهنا والغرض مما ذكرنا على طوله إيضاح انطباق ما ينطبق منها على السحر او الكهانة.