الاختيارية ، فانما الفعل يصبح اختياريا للفاعل ، او الترك للتارك ، إذا كانت بعض مقدماته اختيارية ، مهما كان الإختيار درجات او دركات في الخيرات والشرور ، حسب عديد المقدمات كثرة وقلة ، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
(وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) من الشياطين ، فإنهم يعلّمون الناس السحر ضرّا ، أم من الملكين ، مهما علّموهم ما ينفعهم إبطالا لضر السحر وشره ، ولكنهم بسوء اختيارهم يستعملونه في الشر بدلا عن إبطاله.
والسحر هو كسائر العوامل الخفية ـ الطبيعية ـ عن جلّ الناس ، يؤثر أثره حين يأذن به الله ، والعلوم الباحثة عن خفيات التأثيرات الغريبة متشجرة ـ وهي في نفس الوقت متشاجرة ـ واعرف ما تداول منها : السيمياء ـ الليمياء ـ الهيمياء ـ الريمياء ـ والكيمياء(١) ، وهي مشتركة في كونها من السحر ، مختلفة في
__________________
(١) فالسيمياء هو العلم الباحث عن تمزيج القوى الارادية بقوى مادية خاصة للحصول على غرائب التصرفات في الأمور الطبيعية ، كالتصرف في الخيال المسمى بسحر العيون وهو من ابرز مصاديق السحر ، والليمياء هو الباحث عن كيفية التأثيرات الإرادية باتصالها بالأرواح القوية العالية كالارواح الموكلة بالكواكب والحوادث وغيرها بتسخيرها او باتصالها واستمدادها من الجن بتسخيرهم ويسمى بفن التسخيرات.
والهيمياء هو الباحث عن تركيب قوى العالم العلوي مع العناصر السفلية للحصول على عجائب التأثير وهو الطلسمات ، فان للكواكب العلوية والأوضاع السماوية ارتباطات مع الحوادث المادية كما ان العناصر والمركبات وكيفياتها الطبيعية كذلك ، فلو ركبت الأشكال السماوية المناسبة لحادثة من الحوادث كموت فلان وحياة فلان وبقاء فلان مثلا مع الصور المادية المناسبة انتج ذلك الحصول على المراد وهذا معنى الطلسم.
والريمياء هو الباحث عن استخدام القوى المادية للحصول على آثارها بحيث يظهر للحس أنها آثار خارقة بنحو من الأنحاء وهو الشعبذة ، وهذه الاربعة مع الكيمياء ـ الباحث عن كيفية تبديل صور العناصر بعضها الى بعض كانت تسمّى عندهم بالعلوم الخمسة الخفية ... ـ