وتحدّ بمن أنزل عليه «من مثله» : عبدنا ، تحديان يتمازجان ، فيضربان في أعماق تاريخ الرسالات وكتابات الأرض والسماء : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) : مثل القرآن من كتب الوحي في أنها وحي مهما اختلفت مراتبها ـ وكذلك فيمن أنزل عليه : رجالات الوحي (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) : مثل عبدنا الذي لم يدرس فأصبح مدرسا للعالمين ، او وحتى مثله في البشرية وان كان عالما نحريرا!
فقرآن محمد ومحمد القرآن معجزتان متلازمتان فائقتان سائر المعجزات لسائر رجالات الوحي ، خالدتان ما طلعت الشمس وغربت!.
التحدي بالقرآن :
نجد آيات التحدي بالقرآن في مثلث التحديات :
١ ـ بالقرآن كله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (١٧ : ٨٨) وهذا أشمل التحديات حيث يشمل الجنّة والناس أجمعين متظاهرين متظافرين أيّا كانوا وأيّان ، والقرآن كما هو صادق على كله كذلك على آية منه وبينهما عوان!.
٢ ـ بعشر سور مثله : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (١١ : ١٤).
٣ ـ بسورة من مثله ـ كما هنا ـ وهو أقوى التحديات من حيث القرآن ومن أنزل عليه ، فالقرآن : (بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) ، وإن كانت كالكوثر ـ لا فقط بعشر او به كله ـ ومن أنزل عليه وإن كان من كان إذا كان