أبى النجيب السهروردي إلى الشام فأقام بها مدة ، ومات عبد الحميد بحلب ووصل والده إلى الشام ، فلما فتح صلاح الدين يوسف بن أيوب مدينة عكا جعل فيها عبد اللطيف بن أبى النجيب قاضيا وخطيبا فاستخلف فيها على ذلك إلى أن عاد الأفرنج فأخذوها من يد المسلمين ، وأسر عمر مدة في يد الأفرنج ثم أخذ منه صالح وألحق وعاد إلى بلاد الإسلام فرتب ناظرا في أحوال المسجد الأقصى وعمارته ومصالحه ، فلم تحمد سيرته فعزل عن ذلك ، وسكن خانقاه الصوفية ببيت المقدس إلى أن أدركه أجله في ذى العقدة من سنة سبع وستمائة ، ودفن هناك ، وذكر أنه خلف من الورق أربعين ألف درهم.
ذكر أنه سمع من زيد بن رفاعة ومن أبى عبد الله بن فنجويه بالدينور. وله منهما إجازة بجميع حديثهما ، وإن مولده في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، فأول سماعه في سنة إحدى وثمانين بنهر بغداد ، وكتب عنه على بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطة قال أنشدنى أبو حفص عمر بن بندار بن إبراهيم الدينوري لبعضهم :
يا ذا الذي سره في الناس إعلان |
|
أخف الكلام فللحيطان آذان |
واحفظ لسانك تأمن شر نهشته |
|
أن اللسان على الإنسان ثعبان |
من أهل الحريم الطاهري ، وقد تقدم ذكر أخبه أحمد. أصلهما من همدان ، سمع أبا عبد الله الحسين بن على بن أحمد بن اليسرى وأبا غالب محمد بن الحسن البقال وأبا بكر أحمد بن على الطريثيثي وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبا على أحمد بن محمد بن البردانى وأبا العز محمد بن المختار بن المعيذ بالله وجماعة غيرهم ، وحدث بالكثير وكان صدوقا صالحا متدينا ، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وفضائل ابن أبى نصر بن أبى العز بن العليق وجماعة غيرهم.
أخبرنا ابن الأخضر وفضائل بن أبى نصر قالا أنبأ أبو المعالي عمر بن بنيمان بن