مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٢٦) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٢٧) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٢٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (٣٠))
الإعراب :
(ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ غَيْرُهُ) : اسم (ما) ، وما قبله : الخبر ، و (مِنْ) : زائدة.
(مُنْزَلاً) مصدر لفعل رباعي وهو (أنزل) وتقديره : أنزلني إنزالا مباركا ، ويجوز أن يكون اسم مكان. وقرئ بفتح الميم (منزلا) وهو مصدر لفعل ثلاثي وهو (نزل) ويجوز أن يكون أيضا اسم مكان.
(وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) : (إِنَ) : مخففة من الثقيلة ، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية ، وتقديره : وإنه كنا لمبتلين. وذهب الكوفيون إلى أنّ (إِنَ) بمعنى (ما) واللام بمعنى (إلا) وتقديره : ما كنا مبتلين.
البلاغة :
(اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) استعارة ، عبر عن الحفظ والرعاية أو الحراسة بالصنع على الأعين ؛ لأن الحافظ للشيء يديم مراعاته في الأغلب بعينيه.
(وَفارَ التَّنُّورُ) كناية عن الشدة ، مثل : حمي الوطيس. وقيل : المراد بالتنور وجه الأرض مجازا.
(أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً) جناس اشتقاق.