تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩) بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٩٠))
الإعراب :
(قُلْ : مَنْ رَبُّ السَّماواتِ ...) جوابه : قراءة من قرأ : سيقولون الله وأما قراءة (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) فليس بجواب قوله تعالى : (قُلْ : مَنْ رَبُّ السَّماواتِ ..) وإنما هو جوابه من جهة المعنى ؛ لأن معنى قوله : (مَنْ رَبُّ السَّماواتِ) : لمن السموات؟ فقيل في جوابه : (لِلَّهِ). ونظيره ما بعده وهو قوله تعالى : (قُلْ : مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) فقال : لله ، حملا على المعنى. وهذا كثير في كلام العرب.
البلاغة :
(إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي إن كنتم تعلمون ذلك فأخبروني عنه ، حذف جواب الشرط لدلالة اللفظ عليه.
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ أَفَلا تَتَّقُونَ) استفهام بغرض الإنكار والتوبيخ.
(وَهُوَ يُجِيرُ ، وَلا يُجارُ عَلَيْهِ) طباق السلب.
المفردات اللغوية :
(بَلْ قالُوا) أي كفار مكة (الْأَوَّلُونَ) آباؤهم ومن تبعهم (قالُوا) أي الأولون (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) استبعادا ولم يتأملوا أنهم كانوا قبل ذلك أيضا ترابا ، فخلقوا (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أكاذيبهم التي كتبوها ، جمع أسطورة ، كأحدوثة وأعجوبة (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) خالقها ومالكها ، أي إن كنتم من أهل العلم أو من العالمين بذلك. وهذا استهانة بهم ، وتقرير لفرط جهالتهم ، وإلزام بما لا يمكن إنكاره ممن له شيء من العلم.
(سَيَقُولُونَ : لِلَّهِ) أي أن العقل الصريح المجرد اضطرهم بأدنى نظر إلى الإقرار بأنه خالقها (قُلْ) بعد ما قالوه (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) تتعظون ، فتعلموا أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الإحياء بعد الموت؟!