خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١))
الإعراب :
(فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ خالِدُونَ) بدل من صلة (الَّذِينَ) أو خبر ثان لأولئك
(فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) بكسر السين وقرئ بضمها ، وهما لغتان بمعنى واحد ، وهما من سخر يسخر : من الهزء واللعب.
(بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) ما : مصدرية ، و (أَنَّهُمْ) في موضع نصب ب (جَزَيْتُهُمُ) لأنه مفعول ثان ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره : جزيتهم بصبرهم ؛ لأنهم الفائزون. و (جَزَيْتُهُمُ) ضمير فصل عند البصريين ، وعماد عند الكوفيين.
البلاغة :
(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ .. وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ..) بين الآيتين مقابلة.
(أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) فيها قصر.
(يَتَساءَلُونَ) ، (الْمُفْلِحُونَ) ، (خالِدُونَ) ، (كالِحُونَ) ، (تُكَذِّبُونَ) ، (ظالِمُونَ) ، (تُكَلِّمُونِ) ، (تَضْحَكُونَ) ، (الْفائِزُونَ) سجع غير متكلف.
المفردات اللغوية :
(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ الصُّورِ) بوق ينفخ فيه نفختين ، النفخة الأولى لتموت المخلوقات ، والثانية لتحيا المخلوقات من القبور ؛ لقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) [الزمر ٣٩ / ٦٨] والمراد هنا النفخة الثانية لقيام الساعة. وقيل : الصور جمع صورة كبسر وبسرة ، والمراد : نفخ الروح في الأجساد. (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ) تنفعهم لزوال التعاطف والتراحم من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبينه ، وقيل : لا أنساب يفتخرون بها