جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦١))
الإعراب :
(جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) حال من واو (تَأْكُلُوا).
(تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ) منصوب على المصدر ؛ لأن قوله : (فَسَلِّمُوا) معناه : فحيّوا.
البلاغة :
(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ ، وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ ، وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) : إطناب بتكرار لفظ الحرج ، تأكيدا للحكم شرعا.
المفردات اللغوية :
(حَرَجٌ) الحرج لغة : الضيق ، ويراد به شرعا الإثم أو الذنب. (ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ) أي ما كنتم فيه وكلاء عن غيركم أو حفظة له. (أَوْ صَدِيقِكُمْ) الصديق : يطلق على الواحد والجمع ، كالخليط والعدو ، وهو من صدقكم في مودته. ومعنى الآية : يجوز الأكل من بيوت المذكورين ، وإن لم يحضروا ، إذا علم رضاهم به. (جَمِيعاً) أي مجتمعين. (أَشْتاتاً) متفرقين ، جمع شتّ ، أي متفرق ، وشتى : جمع شتيت.
(فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً) لكم لا أهل بها أو من هذه البيوت (فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) أي على أهل البيوت ، أو قولوا : «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» فإن الملائكة تردّ عليكم ، وإن كان بها أهل فسلموا عليهم. (تَحِيَّةً) مصدر حيّا. (مُبارَكَةً) كثيرة الخير. (طَيِّبَةً) تطيب بها نفس المستمع. (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) أي مثل ذلك البيان يبين لكم معالم دينكم ، كرره مرة ثالثة لمزيد التأكيد وتفخيم الأحكام السابقة المختتمة به. (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) لكي تفهموا ذلك ، وتعقلوا الحق والخير في الأمور.
سبب النزول :
اختلف الرواة في سبب نزول هذه الآية ، أذكر ثلاث روايات منها.