روى أحمد عن عقبة بن عامر عن النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فإنما هو استدراج». ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ ...) الآية. وفي رواية الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان : «إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب ، وهو مقيم على معاصيه ، فإنما ذلك منه استدراج».
أما المؤمن فلا يغتر بالنعمة ويصبر عند النقمة ، روى مسلم عن صهيب مرفوعا : «عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر ، فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له».
فقه الحياة أو الأحكام :
الآية : (قُلْ : أَرَأَيْتَكُمْ ...) حجة دامغة للمشركين ، وهي مثل بارع في محاجّتهم ومجادلتهم ، فهم عند الشدائد يرجعون إلى الله ، وسيرجعون إليه يوم القيامة أيضا ، فلم هذا الإصرار على الشرك في حال الرفاهية؟! مع أنهم في وقت الشدة يتناسون الأصنام ويدعون الله في صرف العذاب ، وهذا دليل على اعترافهم به. ومن رحمة الله تعالى بعباده تذكيره بأحوال الأمم السابقة للعبرة والعظة ، وأنه يؤدب عباده بالبأساء (المصائب في الأموال) والضّراء (المصائب في الأبدان) وبما شاء : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) [الأنبياء ٢١ / ٢٣]. من أجل أن يرجعوا عما هم عليه من كفر وعصيان ، ويثوبوا إلى رشدهم.
ولكن العناد يصحب الكفر غالبا ، لذا عاتب الله تعالى الكفار على ترك الدعاء ، وأخبر عنهم أنهم لم يتضرعوا حين نزول العذاب ، وربما تضرعوا بغير إخلاص ، أو حين مباشرة العذاب ، وهو غير نافع لهم حينئذ.
ويفهم من ذلك أن الدعاء مأمور به في حال الرخاء والشدة ، قال الله