الأموات أو الموتى التي لا تضر ولا تنفع ، أو إلى الأصنام الإناث (١) كاللات والعزى ومناة ، فقد كان لكل قبيلة صنم يسمونه : أنثى بني فلان ، أو إلى الملائكة الذين يقول عنهم المشركون بنات الله : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) [الزخرف ٤٣ / ١٩].
وهم في الواقع ما يعبدون إلا شيطانا عاتيا مرد على الإيذاء وتمرن على الخبائث ؛ إذ هو الذي أمرهم بعبادتها ، فكانت طاعتهم له عبادة.
(لَعَنَهُ اللهُ) أي طرده وأبعده من رحمته وفضله مع الذل والهوان ، فإنه داعية الشر والفساد والباطل بما يوسوس في صدر الإنسان.
ومن غلو الشيطان ودعوته إلى الفساد أنه أقسم : (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) أي لأجعلن تلامذة لي جزءا معينا مقدرا معلوما من الناس ، مثل قوله تعالى حكاية عنه : (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [الحجر ١٥ / ٣٩ ـ ٤٠].
ولأضلّنهم ، أي أصرفنهم عن الحق ، وعن الاعتقاد الصحيح.
ولأمنينّهم ، أي أزين لهم اللذات وترك التوبة ، وأعدهم الأماني ، وآمرهم بالتسويف والتأخير ، وأغريهم من أنفسهم.
ولآمرنهن بالضلال فليقطّعن آذان الأنعام ، أي تشقيقها ووسمها وجعلها متميزة خالصة للأصنام ، كالبحيرة التي يتركون الحمل عليها ، والسائبة الناقة التي يسيبونها للأصنام إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث ، فلم تركب ولم يشرب لبنها إلا ولدها أو الضعيف ، والوصيلة التي ولدت جديا وعناقا ، فيقولون : وصلت
__________________
(١) قال الحسن : الإناث : كل شيء ميت ليس فيه روح ، إما خشبة يابسة وإما حجر يابس.