وقال قتادة : معناه من قبل أن نجعل الوجوه أقفاء ، أي يذهب الله بالأنف والشفاه والأعين والحواجب ، وهذا معناه عند أهل اللغة. وروي عن ابن عباس وعطية العوفي : أن الطّمس : أن تزال العينان خاصّة وتردّ في القفا ، فيكون ذلك ردّا على الدّبر ويمشي القهقرى.
فإذا آمن هؤلاء ومن اتّبعهم ، رفع الوعيد عن الباقين. وقال المبرّد : الوعيد باق منتظر ، وقال : لا بدّ من طمس في اليهود ومسخ قبل يوم القيامة.
ما يغفره الله تعالى وما لا يغفره
(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (٤٨))
المفردات اللغوية :
(وَيَغْفِرُ) المغفرة : ستر الذنب ، والمغفور له : أن يدخله الله الجنة بلا عذاب ، ومن شاء عذّبه من المؤمنين بذنوبه ، ثم يدخله الجنة. (افْتَرى) اختلق واعتمل وارتكب. (إِثْماً عَظِيماً) ذنبا كبيرا.
سبب النزول :
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أيوب الأنصاري قال : جاء رجل إلى النّبيصلىاللهعليهوسلم فقال : إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام ، قال : وما دينه؟ قال : يصلّي ويوحّد الله ، قال : استوهب منه دينه ، فإن أبى فابتعه منه ، فطلب الرجل ذلك منه ، فأبى عليه ، فأتى النّبيصلىاللهعليهوسلم فأخبره ، فقال : وجدته شحيحا