إذا دخلت الجنة ، خشيت أن لا أراك ، فلم يرد النبي صلىاللهعليهوسلم شيئا ، حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ ..) الآية. قال الكلبي : نزلت في ثوبان مولى رسول اللهصلىاللهعليهوسلم وكان شديد الحب له ، قليل الصبر عنه ، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه ، يعرف في وجهه الحزن ، خوف عدم رؤيته صلىاللهعليهوسلم بعد الموت ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال : قال أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم : يا رسول الله ، ما ينبغي لنا أن نفارقك ، فإنك لو قدّمت لرفعت فوقنا ، ولم نرك ، فأنزل الله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ) الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم أيضا عن عكرمة قال : أتى فتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا نبي الله ، إن لنا منك نظرة في الدنيا ، ويوم القيامة لا نراك ، فإنك في الجنة في الدرجات العلى ، فأنزل الله هذه الآية ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنت معي في الجنة إن شاء الله.
المناسبة :
توّج الله تعالى الآيات السابقة الآمرة بطاعة الله والرسول ببيان جزاء الطاعة ، الذي هو الأمل الأسمى الذي تطمح إليه النفوس.
التفسير والبيان :
من عمل بما أمره الله به ورسوله ، وترك ما نهاه الله عنه ورسوله ، فإن الله عزوجل يسكنه دار كرامته ، ويجعله مرافقا لأصحاب الدرجات العليا وهم صفوة الله من عباده ، وهم أربع مراتب :
الأنبياء ، ثم الصدّيقون ، ثم الشهداء ، ثم عموم المؤمنين وهم الصالحون الذين