لتحسبوا من أموالكم ما يصلحكم في معاش الدنيا ، وتنفقوا الباقي فيما ينفعكم في العقبى.
وقد ورد في معنى الآية أحاديث كثيرة : منها ما روى ابن جرير الطبري عن جابر بن عبد الله قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجل ببيضة من ذهب ، أصابها في بعض المعادن ، فقال : يا رسول الله ، خذ هذه صدقة ، فو الله ، ما أصبحت أملك غيرها ، فأعرض عنه ، فأتاه من ركنه الأيمن ، فقال له مثل ذلك ، فأعرض عنه ، ثم قال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، ثم قال مثل ذلك ، فقال : هاتها مغضبا ، فأخذها فحذفه بها حذفة لو أصابته شجته أو عقرته. ثم قال : «يجيء أحدكم بماله كله يتصدق به ويجلس يتكفف الناس ، إنما الصدقة عن ظهر غنى» وروي عن النّبيصلىاللهعليهوسلم أنه قال : ارضخ (١) من الفضل ، وابدأ بمن تعول ، ولا تلام على كفاف» وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وابدأ بمن تعول».
وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فيما رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي ـ : «إذا كان أحدكم فقيرا ، فليبدأ بنفسه ، فإن كان له فضل ، فليبدأ مع نفسه بمن يعول ، ثم إن وجد فضلا بعد ذلك ، فليتصدق على غيره».
والأصح أن هذه الآية ثابتة الحكم غير منسوخة ، فليس في الآية ما يدل على وجوب إنفاق الفضل ، بل الآية نزلت جوابا لمن سألوا ماذا ينفقون نفقة تطوع ، لا زكاة مفروضة ، فبين لهم ما فيه الله رضا من الصدقات.
فقه الحياة أو الأحكام :
يحرم كل ما يسكر ، قليلا كان أو كثيرا ، سواء أكان من عصير العنب أم من
__________________
(١) رضخ له : أعطاه قليلا.