تحليل الطيبات ومنشأ تحريم المحرمات
(يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨) إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (١٦٩) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (١٧٠) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٧١))
الإعراب :
(حَلالاً طَيِّباً) منصوب إما لأنه وصف لمفعول محذوف ، وتقديره : كلوا شيئا حلالا طيبا ، أو لأنه وصف لمصدر محذوف ، وتقديره : كلوا أكلا حلالا طيبا.
(أَوَلَوْ) همزة استفهام ومعناه التوبيخ ، والواو حرف عطف ، وجواب (لَوْ) محذوف ، وتقديره : «يتبعونهم» للعلم به. (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) تقديره : ومثل داعي الذين كفروا كمثل ... إلخ أو تقديره : مثل دعاء الذين كفروا كمثل دعاء الذي ينعق ، فحذف المضاف في الحالين وأقيم المضاف إليه مقامه. ودعاء ونداء : منصوب ب يسمع.
البلاغة :
(خُطُواتِ الشَّيْطانِ) استعارة عن الاقتداء به واتباع آثاره.
(بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ) من عطف الخاص على العام ، لأن السوء أعم يشمل جميع المعاصي ، والفحشاء : أقبح المعاصي (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فيه تشبيه مرسل لذكر الأداة ، وتشبيه مجمل لحذف وجه الشبه.
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) تشبيه بليغ حذف منه وجه الشبه وأداة الشبه ، أي هم كالصم في عدم سماع الحق ، وكالعمي والبكم في عدم الانتفاع بالقرآن.