سبب نزول الآية (١٨٦):
أخرج ابن جرير الطبري وغيره عن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده ، قال : جاء أعرابي إلى النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أقريب ربنا ، فنناجيه ، أم بعيد فنناديه؟ فسكت عنه فنزلت الآية : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي ..) ورويت أسباب أخرى ، سأذكرها في التفسير والبيان.
سبب نزول الآية (١٨٧):
أخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن معاذ بن جبل قال : كانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا ، فإذا ناموا ، امتنعوا ، ثم إن رجلا من الأنصار يقال له : قيس بن صرمة صلى العشاء ، ثم نام فلم يأكل ولم يشرب ، حتى أصبح ، فأصبح مجهودا ، وكان عمر أصاب من النساء بعد ما نام ، فأتى النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فذكر ذلك له ، فأنزل الله : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ ..) إلى قوله : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ).
وهذا يدل على أنه حين فرض الصيام ، كان كل إنسان يجتهد فيما يراه أحوط وأقرب للتقوى ، حتى نزلت هذه الآية.
سبب زيادة (مِنَ الْفَجْرِ) :
قال الزمخشري : لو لم يذكر (مِنَ الْفَجْرِ) لم يعلم أن الخيطين مستعاران ، فزيد (مِنَ الْفَجْرِ) فكان تشبيها بليغا ، وخرج من أن يكون استعارة.
فإن قلت : فكيف التبس على عدي بن حاتم مع هذا البيان ، حتى قال : عمدت إلى عقالين : أبيض وأسود ، فجعلتهما تحت وسادتي ، فكنت أقوم من الليل ، فأنظر إليهما ، فلا يتبين لي الأبيض من الأسود ، فلما أصبحت ، غدوت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخبرته فضحك ، وقال : «إن كان وسادك لعريضا».