قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح دعاء كميل

85/206
*

الله تعالىٰ ويطلب قضاء حاجاته منه ، بل يستحضره في قلبه ، حتىٰ لا ينساه وينسىٰ نفسه به ، كما قال الله تعالىٰ : ( نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) (١).

فالأهم الأقرب والأولىٰ والأنسب أن يؤنس الإنسان نفسه بذكره تعالىٰ في جميع أوقاته ، وكان منظور نظره في جملة دعواته القربة إلىٰ وجهه الكريم ؛ ولذا قال سيد الساجدين زين العابدين عليه‌السلام ، في المناجاة الثالثة عشر : ( وآنسنا بالذكر الخفي ، واستعملنا بالعمل الزكي ) (٢) ؛ حتىٰ تنوّر بيت فؤاده بنور جماله ، واستتر نقائصه الإمكانيّة تحت شعاع عظمته وجلاله.

فإذا جاوز عن دار الغرور وتوجّه إلىٰ دار السرور استقرَّ في الأنوار الخمسة ، كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا يزال المؤمن الذي يذكر الله في كلّ حال في أنوار خمسة : مدخله نور ، ومخرجه نور ، وكلامه نور ، وغذاؤه نور ، ومنظره يوم القيامة إلىٰ نور ) (٣).

فالذكر ينبغي أن يلتفت إلىٰ أن يكون في تذكاره تعالىٰ عمدة غرضه نفس الذكر ، ولا يدرج فيه مقاصد اُخر ، وإن أدرج ولم يقض أوطاره المندرجة لا يعبأ به ، فإنّه قال تعالىٰ : ( عَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ) (٤). كما قال المولوي رحمه‌الله :

آن يکی الله سيکفنی بشی

تا که شيرين گردد از ذکرش بی

گفت شيطان آخر ای بسيار گو

اين همه الله را لبيک گو

می نيايد يک جواب از پيش تخت

چند الله سيزنی باردی سخت

او پريشان دل شد ونهاد سر

ديدر خواب او خضر را در خضر

گفت هين از ذکر چون وا مانده

چون پشيمانی از آن گش خوانده

کفت لبيکم نميايد جواب

زان همی برستم که باشم در باب

_____________________________

(١) « الحشر » الآية : ١٩.

(٢) « بحار الأنوار » ج ٩١ ، ص ١٥١.

(٣) « بحار الأنوار » ج ٤ ، ص ١٨ ، باختلاف.

(٤) « البقرة » الآية : ٢١٦.

left