ظاهراً
وباطناً ، وربما يكون له خصال حميدة ، ولا أقل من خواطر حقّة ثابتة ، علىٰ درجات متفاوتة ، ولا سيّما أنَّ العبرة بأخير حالاته ونهاية أوقاته ، [ كما قيل :
هيچ کافر را سنجراری
منگريد
|
|
که مُسلمان مرونش
باشد اميد ]
|
لو فرض خلوّه عن جميع
الوسائل وانبتات يده عن تمام الحبائل ، فنلتزم عدم حصول الشفاعة له ، ولهذا وقع في الدعاء : ( اللّهم قرّب وسيلته ، وارزقنا شفاعته )
» انتهىٰ.
ثمّ مراده من جعله
تعالىٰ شفيعاً لجرائمه وآثامه عنده تعالىٰ ، هو طلب العفو والمغفرة منه تعالىٰ ، علىٰ سبيل الكناية التي هي أبلغ من التصريح
وأدعىٰ منه.
( وَأَسْأَلُكَ
بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيني مِنْ قُرْبِكَ )
الجود والكرم بمعنًى
واحد ، والجواد الذي لا يبخل بعطائه ، وهو من أسمائه تعالىٰ ، كما في الدعاء ( اللهم أنت الجواد الذي لا يبخل ) .
والجود منه
تعالىٰ إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض ، كالعطاء والكرم والهبة منه تعالىٰ ؛ إذ مرجعها إلىٰ صفة واحدة هي الإفاضة والفيّاضية.
وفي المجمع : « سئل
الحسن عليهالسلام ـ وهو في الطواف ـ فقيل : أخبرني عن
الجواد ، فقال عليهالسلام : ( إنّ لكلامك وجهين ؛ فإن كنت تسأل
عن المخلوق فالجواد الذي يؤدّي ما افتُرض عليه ، والبخيل الذي يبخل بما افتُرض عليه. وإن كنت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطىٰ ، وهو الجواد إن منع ؛ لأنه إن أعطىٰ عبداً أعطاه ما
ليس له ، وإن منع منع ما ليس له ) » .
_____________________________