ليكون لوجود اللاحق إمكان ، فلذلك حَكَم وحَتَم علىٰ عباده بالموت والفناء.
والسبب الطبيعي للموت : انعدام الرطوبة الأصلية ، ووقوف الغاذية عن شغلها ، إذ القوىٰ الطبيعية متناهية التأثير والتأثر ، فلابدّ لها من الوقوف ، وبقاء الحرارة الغريزية الأصلية بلا مقاوم ومعادل ، فيُهدم البدن ، فتقطع النفس علاقتها عنه.
جان عزم رحيل كرد گفتم که مرو |
|
گفتا چکنم خانه فرو مييايد |
أو المراد بالقدرة : هي القدرة التي جعلها الله تعالىٰ في عباده ، كما أنّ أحد أسمائه : ( يا ربَّ القدرة في الأنام ) (١) أي صاحب القدرة فيها.
وبالقضية : هي التكليف الذي حَكَمه وخَتَمه علىٰ العباد.
أو المراد : مطلق الحكم ، تكوينياً كان أو تشريعياً.
وبالقدرة : جمع « القدر » ، وكانت الألف واللام فيهما للاستغراق.
أو المراد بالقدرة : القدر ، وبالقضية : القضاء ، فإنّ الصور القضائية كلّها محكمة محتّمة لغلبة أحكام الوجوب عليها ، ولكلّيتها لكونها العلم الفعلي لله تعالىٰ لا تُرَدّ ولا تبدّل.
( وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيهِ أجْرَيْتَها )
أي أجريت القدرة والقضية عليه.
فمن المعلوم أن مَن اُجري عليه قضاء الله وقدره ـ بأي معنًى كان القضاء والقدر ـ فهو مغلوب مضمحل ، مستهلك تحت حكمه وقدرته تعالىٰ.
وغلبته : قهره ، ومقهورية الأشياء في سطوع نوره وهيمان حضوره.
_____________________________
(١) « المصباح » للكفعمي ، ص ٣٣٧.