قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح دعاء كميل

125/206
*

والطاعة والمعصية ، والأكل والشرب ، والنوم واليقظة وغيرها.

الرأفة : الرحمة ، وقيل (١) : هي أرق من الرحمة ؛ لأنّها تُقطع مع الكراهة لمصلحة ، بخلاف الرأفة فإنّها لا تقطع معها.

و ( الرؤوف ) من أسمائه تعالىٰ ، ونصبه علىٰ أنّه خبر ( كن ) واُريد معناه الوصفي.

( وَعَلَيَّ فِيْ جَميعِ الاُمورِ عَطُوفاً )

معطوفة علىٰ ما قبلها ، أي وكن اللّهم عليَّ في جميع الاُمور عطوفاً.

العطوف : المشفق.

( إلهي وَرَبِّي ، مَنْ لِي غَيْرُكَ )

كلمة : ( مَن ) للاستفهام ، ومَن ذا الذي غيرك ؟ ( ألغيرك من الظهور ما ليس لك ) ؟ وغيرك الذي يطلبه الجاهلون ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّـهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ) (٢).

وإنّما اختص السائل بنفسه وقال : ( من لي غيرك ) ، والحال أنه مَن للجميع غيره تعالىٰ ؟ إشعاراً بأنّ عدم رؤية غيره ديدن الموحّدين ، ودأب المفردين وغيرهم نصب أعينهم رؤية غيره تعالىٰ في حوائجهم ، ومآربهم ، وإذا يئسوا عن الأغيار اُلجئوا في الاتجاه إلىٰ الله الواحد القهّار ، وهو تعالىٰ حينئذٍ يجيبهم ويكشف عنهم السوء ، ويعطي مسألاتهم ، كما قال تعالىٰ : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (٣).

ثم إنّه أردف « الإله » بذكر « الرب » ؛ ليخرج العموم والشمول من معنىٰ « الإله » ، الذي هو بمعنىٰ المعبود ، حقاً كان أو باطلاً ، ويخصّه بالإله الذي هو معبوده الحقيقي ،

_____________________________

(١) « النهاية في غريب الحديث والأثر » ج ٢ ، ص ١٧٦.

(٢) « النور » الآية : ٣٩.

(٣) « النمل » الآية : ٦٢.

left