العطسة وما العلة في الحمد لله عليها؟ فقال ان لله تعالى نعما على عبده في صحة بدنه وسلامة جوارحه وان العبد ينسى ذكر الله تعالى على ذلك وإذا نسي أمر الله تعالى الريح فجالت في بدنه ثم يخرجها من انفه فيحمد الله تعالى على ذلك فيكون حمده عند ذلك شكرا لما نسي».
بيان : يستفاد من هذا الخبر وجه ما تقدم في سابقه من قوله : «العطسة من الله تعالى» والظاهر انه أقرب مما ذكره ذلك الفاضل ، وحاصل ذلك ان معنى كونها من الله تعالى انه هو الذي حمل عبده عليها بإدخال الريح في بدنه وإخراجها من انفه ليحمد الله تعالى عند ذلك.
ومنها ـ ما رواه عن جابر (١) قال : «قال أبو جعفر (عليهالسلام) نعم الشيء العطسة تنفع في الجسد وتذكر بالله تعالى. قلت ان عندنا قوما يقولون ليس لرسول الله (صلىاللهعليهوآله) في العطسة نصيب؟ فقال (عليهالسلام) ان كانوا كاذبين فلانا لهم الله شفاعة محمد صلىاللهعليهوآله».
وعن ابن ابى عمير عن بعض أصحابه (٢) قال «عطس رجل عند ابى جعفر (عليهالسلام) فقال الحمد لله فلم يسمته أبو جعفر (عليهالسلام) وقال نقصنا حقنا ، ثم قال إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته. قال فقال الرجل فسمته أبو جعفر عليهالسلام».
بيان : نقصه ونقصه بالتخفيف والتشديد بمعنى واحد ، وفي الخبر دلالة على ما قدمنا الإشارة إليه من ان استحقاق التسميت موقوف على حمد العاطس وصلاته على محمد وآله (صلوات الله عليهم) ، وهو مروي من طريق العامة أيضا لكن بالنسبة إلى التحميد ، روى مسلم عن انس بن مالك (٣) قال : «عطس عند النبي (صلى الله عليه
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ٦٣ من أحكام العشرة.
(٣) ج ٨ كتاب الزهد باب تسميت العاطس ، ورواه أبو داود في سننه ج ٤ ص ٣٠٩ آخر كتاب الأدب باب «من يعطس ولا يحمد الله».