فصل
: إذا سمّيت
مذكّرا بمؤنّث بالتاء نحو : (طلحة) جمعته بالألف والتاء ولا يجوز بالواو والنون ،
وقال الكوفيّون : تسكن عينه وتحذف تاؤه ويجمع بالواو والنون فيقال في (طلحة) : (طلحون)
. وقال ابن كيسان كذلك إلا أنّه فتح العين.
والدليل على
فساد مذهبهم : أنّ العرب جمعته بالألف والتاء فقالوا : طلحة الطّلحات ؛ لأن هذا
الاسم مؤنث بالتاء وهي من خصائص التأنيث ، والواو من خصائص المذكّر فلم يجمع
بينهما.
فأمّا المؤنّث
بالألف والهمزة فيجمع بالواو والنون إذا سمّي به فيقال : (سكراوون) و (حمراوون) ؛
لأن الألف صيغت مع الكلمة من أوّل أمرها وثبتت في التكسير نحو : (سكارى) وقلبت في
الجمع نحو : (سعديات) فصارت كالحرف الأصليّ .
وأمّا التاء
ففي حكم المنفصل ؛ ولهذا قالوا : تحذف في هذا الجمع.
فإن
قيل : المسمّى مذكّر
وعلامة التأنيث تحذف ههنا فلم يبق مانع من هذا الجمع؟
قيل
: العبرة في هذا
الجمع باللفظ وهو مؤنث والتاء وإن حذفت فهي مقدّرة ، ألا ترى أنّك لو سميت مؤنثا
بمذكر لجاز ولم يستحل المعنى ، وكذا لو سمّيت مذكّرا بمؤنّث جاز ولم تقل هذا جمع
بين الضدّين ، فعلم أنّ تذكير المعنى لا يمنع من تأنيث اللفظ ، وأمّا تحريك العين
فضعيف جدّا ؛ لأن ذلك من خصائص الجمع بالألف والتاء.
__________________