باب الأسماء الستة (١)
فصل : (أب وأخ وحم وهن) محذوفات اللامات ولامها واو في الأصل ، وسنرى ذلك في التصريف إن شاء الله تعالى.
وفيها لغة أخرى ؛ وهي : (أبا وأخا وحما وهنا) مثل : عصا ؛ فأمّا في الإضافة فاللغة الجيّدة ردّ اللام نحو : (أبوك وأبو زيد).
وفيه لغة أخرى : حذف اللام مع الإضافة نحو : (أبك وأب زيد).
فصل : وأمّا فوك فأصله : (فوه) فحذفت الهاء اعتباطا وأبدل من الواو ميم ؛ لأنّهم لو أبقوها لتحرّكت في الإعراب فانقلبت ألفا وحذفت بالتنوين وبقي الاسم المعرب على حرف واحد والميم تشبه الواو وتحتمل الحركة ؛ فإذا أضفته رددت الواو.
فصل : وأمّا (ذو) فمحذوفة اللام ، وهل هي واو أو ياء؟ فيه خلاف يذكر في التصريف ، ومعناها (صاحب) ولا تستعمل إلا مضافة إلى جنس ؛ لأن الغرض منها التوصّل إلى الوصف بالأجناس إذ كان يتعذّر الوصف بها بدون (ذو) ، ألا ترى أنّك لا تقول : زيد مال ولا طول حتى تقول : ذو مال وذو طول ، وههنا لم يجز إضافتها إلى المضمر ؛ لأنه ليس بجنس وما جاء من ذلك فشاذ أو من كلام المحدثين ، وإنّما عدلوا عن (صاحب) إلى (ذو) وإن كانت بمعناها ؛ لأن صاحبا تضاف إلى الجنس والعلم وغير ذلك ، فخصّصوا (ذو) بالإضافة إلى الجنس لما ذكرناه (٢).
__________________
(١) الأسماء الستة وهي أب وأخ وحم وهن وفوه وذو مال فهذه ترفع بالواو نحو : جاء أبو زيد وتنصب بالألف نحو رأيت أباه وتجر بالياء نحو مررت بأبيه والمشهور أنها معربة بالحروف فالواو نائبة عن الضمة والألف نائبة عن الفتحة والياء نائبة عن الكسرة.
(٢) شرط ذو أن يكون بمعنى صاحب تقول جاءني ذو مال ورأيت ذا مال ومررت بذي مال قال الله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ) وقال تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ) وقال تعالى : (إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) فوقع ذو في الأول خبرا لإنّ فرفع بالواو وفي الثاني خبرا لكان فنصب بالألف وفي الثالث صفة لظلّ فجرّ بالياء لأن الصفة تتبع الموصوف
وإذا لم يكن ذو بمعنى صاحب كان بمعنى الذي وكان مبنيّا على سكون الواو تقول جاءني ذو قام ورأيت ذو قام ومررت بذو قام وهي لغة طييء على أن منهم من يجريها مجرى التي بمعنى صاحب فيعربها بالواو والألف والياء فيقول جاءني ذو قام ورأيت ذا قام ومررت بذي قام إلا أن ذلك شاذ والمشهور ما قدّمناه