وقال الآخرون :
تكلّمت العرب بالكلام عاريا من الإعراب ، فلمّا عرض لهم اللبس أزالوه بالإعراب
وهذا لا يليق بحكمتهم.
فصل
: واختلفوا في
حركات الإعراب : هل هي أصل لحركات البناء ، أم بالعكس ، أم كلّ واحد منهما في
موضعه أصل؟
فذهب قوم إلى
الأوّل ، وعلته : أن حركات الإعراب دوالّ على معان حادثة بعلّة بخلاف حركات البناء
وما ثبت بعلّة أصل لغيره.
وذهب قوم إلى
الثاني ، وعلّته : أن حركة البناء لازمة وحركة الإعراب منتقلة ، واللازم أصل
للمتزلزل إذ كان أقوى منه وهذا ضعيف ؛ لأن نقل حركات الإعراب كان لمعنى ولزوم حركة
البناء لغيره معنى.
وذهب قوم إلى
الثالث ؛ لأن العرب تكلّمت بالإعراب والبناء في أول وضع الكلام ، وكلّ واحد منهما
له علّة غير علّة الآخر ، فلا معنى لبناء أحدهما على الآخر.
فصل : وإنّما
كان موضع حركة الإعراب آخر الكلمة لثلاثة أوجه :
أحدها
: أنّ الإعراب
جيء به لمعنى طارئ على الكلمة بعد تمام معناها وهو الفاعلية والمفعوليّة ، فكان
موضع الدالّ عليه بعد استيفاء الصيغة الدالّة على المعنى اللازم لها وليس
__________________