باب الاستفهام
الاستفهام
: طلب الإفهام
والإفهام تحصيل الفهم والاستفهام والاستعلام والاستخبار بمعنى واحد ، وقد يكون
الاستفهام لفظا وهو في المعنى توبيخ أو تقرير فالتوبيخ كقوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ) [البقرة : ٢٨] والتقرير كقوله : (وَما تِلْكَ
بِيَمِينِكَ يا مُوسى) فقرّره ليقول : (هِيَ عَصايَ) [طه : ١٧ ـ ١٨] فإذا رآها صارت حيّة لم يخف لعلمه أنّ الله تعالى جعل ذلك
آية له.
فصل
: وحروف
الاستفهام ثلاثة الهمزة وأم ، وقد ذكرا في العطف وهل ، إلّا أنّ هل قد تكون بمعنى
قد ومنه قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى
الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) [الإنسان : ١] في أحد القولين.
فصل
: وقد شبّهت
بهذه الحروف أسماء وظروف فالأسماء من ويستفهم بها عمّن يعقل وتستعمل في غيره مجازا
وما لما لا يعقل ، وقد جاءت لمن يعقل وأي تصلح لهما وأين في المكان ومتى في الزمان
وكم في العدد وكيف في الحال وأنّى تكون بمعنى متى وكيف ومن أين فمن الأوّل قوله
تعالى : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ
اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) [البقرة : ٢٥٩].
ومن
الثاني : قوله تعالى : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) [البقرة : ٢٢٣].
ومن
الثالث : قوله : (أَنَّى لَكِ هذا) [آل عمران : ٣٧] ، ومنه قول الراجز :
من أين عشرون لها من أنّى
فصل
: والغرض من
الاستفهام بهذه الأسماء عموم السؤال المقتضي للجواب بالمسؤول عنه وهذا لا يحصل من
الاستفهام بالحرف ؛ لأن المستفهم عنه يختصّ ببعض الجنس كقولك : أزيد في الدار
فيمكن المجيب أن يقول لا ولا يلزمه شيء آخر بمقتضى هذا السؤال فيحتاج أن يحدد
سؤالا آخر وربّما تسلسل وفإذا قلت : من في الدار؟ ألزمت المسؤول الجواب بالمطلوب
بأوّل مرة.
__________________