فصل : واختلفوا فيها على أربعة مذاهب ؛ فمذهب سيبويه أنّ إيّا اسم مضمر والياء والكاف وغيرهما حروف معان والدليل على ذلك أنّ حدّ الاسم المضمر موجود في إيّا ؛ ولذلك لا يتنكّر بحال والياء والكاف لو كانا اسمين لكانا في موضع رفع أو نصب ولا عامل لهما هنا أو في موضع جرّ بالإضافة والاسم المضمر لا يضاف فصارت الكاف هنا كالكاف في ذاك وأولئك.
وقال الخليل : كلاهما مضمر إلا أنّ الأوّل أشبه المظهر لكثرة حروفه.
وحكي عن بعض العرب أنّه قال : إذا بلغ الرجل الستين ، فإيّاه وإيّا الشوابّ وهذا ضعيف لما تقدّم والحكاية شاذّة لا تقوّي الاحتجاج بها.
وقال الفرّاء : الكاف هو الضمير وإيّا أتي بها ليعتمد الضمير عليها إذ الحرف الواحد لا يقوم بنفسه وهذا ضعيف أيضا ؛ لأن إيّا على أربعة أحرف وتلك عدّة الأسماء المتوسّطة بين الخماسيّة والثلاثيّة فهي أقوى من الأصل الثلاثيّ فيبعد أن يؤتى بها لتقوية ما هو حرف واحد ولا نظير له.
وقال آخرون : الجميع اسم واحد وهو بعيد أيضا إذ ليس في الأسماء ما يتغيّر الحرف منه لتغيّر المعاني أمّا الحروف الزائدة على الاسم والفعل فتختلف لاختلاف المعاني.
فصل : والاسم في رأيته الهاء والواو عند سيبويه ولكنّ حذفت في الوقف ، وإذا وصلت ب (الميم) نحو : رأيتهم تخفيفا ودليله أنّ هذا الضمير هو الضمير المنفصل في قولك : هو وقال الزجاج : الاسم هو الهاء وحدها ، واتّفقوا على أنّ الهاء والألف في رأيتهما الاسم.
فصل : والتاء في قمت ضمير الفاعل وحرّكت لأمرين :
أحدهما : أنّ ضمير الفاعل من حيث هو فاعل يلزم ذكره فحرّك تنبيها على قوّته ؛ ولذلك سكّن له آخر الفعل.
والثاني : أنّه لو سكّن لالتبس بتاء التأنيث وإنّما حرّك بالضمّ للمتكلّم ؛ لأن المتكلّم أقوى من المخاطب وفتح في المخاطب للفرق بينهما وجعلت الكسرة للمؤنّث إذ كانت من جنس الياء.