وقرأ الأدب على
عبد الرحيم بن العصار ، والفقه على الشيخ أبي حكم إبراهيم بن دينار النهاوندي.
مكانته العلمية ومناقبه :
كان الشيخ أبو
الفرج ابن الجوزي يفزع إليه فيما يشكل عليه من الأدب ، وكان رقيق القلب ، سريع
الدمعة.
قال محب الدين
ابن النجار : وكان ثقة ، صدوقا فيما ينقله ويحكيه ، غزير الفضل ، كامل الأوصاف ،
كثير المحفوظ ، متدينا ، حسن الأخلاق ، متواضعا. ذكر لي أنه بالليل تقرأ له زوجته.
قال أبو الفرج
ابن الحنبلي الملقب بناصح الدين : كان ـ يعني أبا البقاء ـ إماما في علوم القرآن ،
إماما في الفقه ، إماما في اللغة ، إماما في النحو ، إماما في العروض ، إماما في
الفرائض ، إماما في الحساب ، إماما في معرفة المذهب ، إماما في المسائل النظريات.
وله في هذه الأنواع من العلوم مصنفات مشهورة.
قال : وكان
معيدا للشيخ أبي الفرج ابن الجوزي في المدرسة ، وكان متدينا ، قرأت عليه كتاب «الفصيح»
لثعلب ، من حفظي ، وقرأت عليه بعض كتاب «التصريف» لابن جني.
وقال الإمام
عبد الصمد بن أبي الجيش : كان يفتي في تسعة علوم ، وكان واحد زمانه في النحو
واللغة ، والحساب والفرائض ، والجبر والمقابلة والفقه ، وإعراب القرآن والقراءات
الشاذة ، وله في كل هذه العلوم تصانيف كبار وصغار ، ومتوسطات ، وذكر أنه قرأ عليه
كثيرا.
وقال ابن
الدبيثي : كان متفننا في العلوم ، له مصنفات حسنة في إعراب القرآن وقراءاته
المشهورة ، وإعراب الحديث ، والنحو واللغة ، سمعت عليه ، ونعم الشيخ كان.
وقال ابن
النجار : قرأت عليه كثيرا من مصنفاته ، وصحبته مدة طويلة ، وكان ثقة متدينا ، حسن
الأخلاق متواضعا ، كثير المحفوظ. وكان محبا للاشتغال والإشغال ليلا ونهارا ، ما
يمضي عليه ساعة إلا وواحد يقرأ عليه ، أو يطالع له ، حتى ذكر لي : أنه بالليل تقرأ
له زوجته في كتب الأدب وغيرها ، قال : وبقي مدة من عمره فقيد النظير ، متوحدا في
فنونه التي جمعها من