أ ـ أحدها : أنّه جاء على لغة من قال : (لا أبا) في كلّ حال كالمقصور
ب ـ والثاني : أنّ الألف نشأت عن إشباع فتحة الباء
ج ـ والثالث : أنّ (اللام) في حكم الزائدة من وجه فكأنّ (الأب) مضاف إلى الكاف ولام هذا الاسم ترجع في الإضافة وهي أصل من وجه ، وذلك أنّ (لا) لا تعمل في المعارف ، وقد عملت ههنا فوجب أن تكون اللام مبطلة للإضافة وهذا كما قالوا : [البسيط]
... (١) يا بؤس للجهل
[وقالوا أيضا من البسيط :]
يا بؤس للحرب (٢) ...
__________________
(١) البيت كاملا :
قالت بنو عامر خالوا بني أسد |
|
يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام |
وهو من شعر النابغة الذبياني : (١٨ ق. ه / ٦٠٥ م) وهو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو أمامة.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى ، من أهل الحجاز ، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.
كان حظيا عند النعمان بن المنذر ، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان ، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام ، وغاب زمنا. ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه. شعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة ، لا تكلف في شعره ولا حشو. عاش عمرا طويلا.
(٢) البيت كاملا :
يا بؤس للحرب يذكي نارها شره |
|
يدعو إلى موبقات كلّها نقم |
والبيت من شعر مصطفى الغلاييني : (١٣٠٣ ـ ١٣٦٤ ه / ١٨٨٦ ـ ١٩٤٤ م) وهو مصطفى بن محمد سليم الغلاييني.
شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة ١٣٢٠ ه. ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذا للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيبا للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقا الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة.
وعاد إلى بيروت مدرسا وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة ١٩٢٢ وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن.